عن انطلاق الحملة لمكافحة ظاهرة تعدد الزوجات ، وذلك تحت عنوان "لا مبرر لتعدد الزوجات!"، لمحاربة الظاهرة التي باتت مقلقة وموجودة في مجتمعنا الفلسطيني في البلاد .
تم التأكيد في المؤتمر على ان اللجنة الى محاربة التمييز الحاصل لحق المرأة وانتقاص حقوقها في مجمل قضايا الأحوال الشخصية، كالزواج ، الطلاق، النفقة ، الحضانة وغيرها.
وتعمل اللجنة على تسليط الضوء والكشف عن مسببات ظواهر اجتماعية سلبية مثل تزويج الأطفال ، تعدد الزوجات، الزوجات القسري والطلاق التعسفي والعمل على تقليصها والقضاء عليها ، وتنطلق اللجنة من إيمانها بوجود حاجة ماسة للعمل الجاد على مستويات مختلفة ، لخلق الوعي بضرورة إيجاد حلول لمعاجلة هذه المشاكل والتحديات في اتجاه يضمن حقوق النساء الفلسطينيات في العائلة والمجتمع.

" لتعدد الزوجات أبعادا سلبية جسيمة تتكبدها النساء والعائلة نتيجة لانتهاك حقوقهن والمس المباشر بكرامتهن"
افتتحت المؤتمر العاملة الاجتماعية هبة يزبك مركزة لجنة العمل للمساواة في قضايا الأحوال الشخصية قائلة : "تأتي هذه الحملة في اعقاب نتائج البحث النوعي "تعدد الزوجات الخطاب والممارسة في المجتمع الفلسطيني" الذي أنجزته اللجنة لفحص مدى تأثير الظاهرة على النساء ، العائلة والمجتمع، للتجلي من خلال بحث المعاناة النفسية والاجتماعية والمادية المستمرة التي تعاني منها النساء، بحيث أظهرت نتائج البحث ان لتعدد الزوجات أبعادا سلبية جسيمة تتكبدها النساء والعائلة نتيجة لانتهاك حقوقهن والمس المباشر بكرامتهن".
وأضافت يزبك :" فقد تتطرق البحث لجوانب الظاهرة ومستوياتها المختلفة من خلال التشبيك بين المقابلات المعمقة والتجارب الشخصية للأفراد الموجودين في منظومة الزواج المتعدد ، وبين المواقف المجتمعية بخصوص هذه الممارسة التي وردت في المجموعات البؤرية ، ليتضح من نتائج البحث ان الأسباب التي تعزيها النساء لزواج أزواجهن ، أولا بانعدام النضوج في تعامل الزوج مع التزامات الحياة العائلية ، ثانيا عدم الإنجاب او عدم إنجاب الذكور ، ثالثا تشجيع رجال آخرين للزوج على الزواج من امرأة اخرى على اعتبار ان تعدد الزوجات علامة من علامات الرجولة" .
وأكدت يزبك :"إن رؤيتنا تبنى على نظام أحوال شخصية يقوم على مبدأ المساواة ، الحرية ، الاختيار وحرية العقيدة ، وهذه الحملة تتوجه إلى جميع الأفراد في مجتمعنا لأخذ موقف رافض والتصدي للظاهرة التي باتت تستغل لمصالح ذكورية فردية وكأداة قمعيه ضد النساء والأطفال ليعيشوا من خلالها القمع الاقتصادي والقهر العاطفي وانتهاك إنسانيتهم".

" نتحدث عن حلم بتأسيس مجتمع لديه حصانة داخلية "
وعرضت وفاء شاهين عاملة اجتماعية في جمعية الزهراء نماذج موجودة في الحقل وعن مدى تأثير ظاهرة تعدد الزوجات على المجتمع والأفراد ، وأكدت " أن الأسباب الرئيسية لزوجات الثانيات لقبولهن برجل متزوج تعود للخلاص من السلطة الأبوية والتقييد ألذكوري والحاجة إلى الحب وأيضا بسبب الضغط الاجتماعي بضرورة أن تكون المرأة في المجتمع متزوجة" ، وأكدت " بأنه في تعدد الزوجات يوجد هضم حقوق لحقوق المرأة ولحقوقها الشرعية والقانونية ".
أما عايدة توما مديرة جمعية نساء ضد العنف قالت :" نتحدث عن حلم بتأسيس مجتمع لديه حصانة داخلية ، مجتمع متماسك وله حصانة على مواجهة على التحدي ويسعى إلى مبادئ وقيم إنسانية حقوقية عامة ، لا يمكن أن يبادر إلى الذهن أن مجتمع مثل هذا النوع أن تستمر به ممارسة تعدد الزوجات ،كما وانه في مجتمع 60 % من أطفال العرب يعيشون تحت خط الفقر لا يمكن أن نتوقع أن عملية تعدد الزوجات سوف تنشئ جيل من الأطفال يعيشون برخاء ويعيش بوضعيه التي تشمل جميع حقوقه كطفل في التعليم والرعية الصحية والاجتماعية".
وأضافت توما :"كما وان نسبة النساء العائلات التي تعيش كعائلات كأحادية الوالدين هي ذات نسبة عالية في الوسط العربي حتى ولو لم تكن مسجلة رسميا ، في غالبية حالات تعدد الزوجات ، النساء تتحدث عن وضعيه النساء اللواتي يصبحن مسؤولات تماما عن إدارة شؤون بيتهن وعن تزويد أطفالهن بكل احتياجاتهن لان الأب يصبح مفقود في البيت ، لان الرجل ينتقل للعيش في البيت الآخر ، وأيضا تحمل منظومة تعدد الزوجات في طياتها مسا إنسانيا وحقوقيا صارخا بحق الزوجة الأولى والزوجة الثانية والأطفال والأسرة ككل على الصعيد الاجتماعي ، القانوني، العاطفي، النفسي والاقتصادي ، مع التشديد على المشاكل الاجتماعية الجمة النابعة من تعقيدات المنظومة والعيش في ظلها ، لذلك ارتأينا أهمية كبرى في إقامة مثل هذه الحملة لرفع الوعي لوجود الظاهرة وللمعاناة التي تخلقها بحق الأفراد المستضعفين فيها ولبدء العمل الجدي لرفض الظاهرة ولإيضاح أبعادها".
وتم التأكيد في المؤتمر " ان كل من يؤيد تعدد الزوجات فهو يساهم في خلق أجيال لم تأخذ حقها في الرعاية والتعليم ويعزز الفقر في الوسط العربي ويخلق مجتمعا ضعيفا "، وكذلك شدد المتحدثون بانه يوجد رجال دين يصرحون بان تعدد الزوجات هي ظاهرة غير مقبولة في عصرنا هذا.

 
 
 
 
 
 
 
إتصل بنا
هاتف : +972(4)6462138
قاكس : +972(4)6553781
[email protected]