لجنة العمل للمساواة في قضايا الأحوال الشخصية تفتتح حملتها الإعلامية تحت عنوان "لا مبرر لتعدد الزوجات":

"ظاهرة تعدد الزوجات آخذة بالازدياد في جميع المناطق وليس في النقب فقط"!





الجمعة 26/11/2010

الناصرة – "استمرار ممارسة تعدد الزوجات، سيؤدي أيضا الى خلق مجتمع متفكك يعاني فيه الأطفال من ظروف اقتصادية صعبة وعدم الحصول على الرعاية اللازمة ويعانون من ضغوطات وازمات نفسية واجتماعية".
هذا ما قالته عايدة توما سليمان، مديرة جمعية نساء ضد العنف وعضو لجنة الأحوال الشخصية، في مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء في الناصرة لافتتاح حملة "لا مبرر لتعدد الزوجات" في مقر جمعية نساء ضد العنف بمدينة الناصرة.
وأشارت توما سليمان إلى أهمية القيام بالحملة في هذا التوقيت بالذات، في ظل انتشار الظاهرة دون حسيب او رقيب ووجودها في جميع مدننا وقرانا العربية، وأكدت ان العمل على مكافحة الظاهرة بدء منذ سنوات، واشارت الى ان الظاهرة آخذة بالازدياد، وأكدت على وجودها في جميع المناطق وليس بالنقب فقط كما يسود الاعتقاد.
ولفتت توما إلى أن ما نسبته 60% من أطفال مجتمعنا يعيشون تحت خط الفقر وعلينا العمل على الحد من الظواهر التي من شأنها مضاعفته. بالاضافة الى كون مجتمعنا لا زال يعتمد على صورة الأسرة المتماسكة المعتمدة على كونها أسرة تحتوي أبا وأما وأطفالا، ووجود عائلات تحتوي عدة زوجات ليس بالأمر الطبيعي. كما وأن كون الرجال والمجتمع يبررون لأنفسهم زواجهم من أخرى بذريعة الإنجاب او مرض الزوجة، يعتبر مسا صارخا بإنسانية المراة وكينونتها. 
واختتمت توما حديثها بأننا نصبو للعيش في مجتمع عادل وديمقراطي فيه مساواة للجميع ويضمن كرامة نسائه ورجاله وجميع أفراده ،مجتمع متين اقتصاديًا واجتماعيًا ، وبالتالي ان استمرار ممارسة تعدد الزوجات من شأنها تكريس الفقر ، التفكك العائلي والمجتمعي، تكريس الاضطهاد والمعاناة النفسية للنساء والاطفال.
وكانت مركزة لجنة العمل للمساواة في قضايا الاحوال الشخصية هبة يزبك قد افتتحت المؤتمر بعرض اهداف الحملة، واشارت الى ان الهدف الاساسي هو الكشف عن الحملة واثارة الجدل بالمجتمع حول اسقاطاتها على النساء، الاطفال والعائلة ككل، ولتكون الحملة فاتحة لتجنيد اصحاب المسؤولية في مجتمعنا للعمل على الحد من الظاهرة وانتشارها لما فيها من تبعات سلبية على المجتمع وامتهان صارخ لكرامة النساء وحقوقهن.
وتأتي هذه الحملة في أعقاب البحث الذي أصدرته اللجنة قبل أشهر قليلة تحت عنوان "تعدد الزوجات: الخطاب والممارسة في المجتمع الفلسطيني" بحيث ظهرت من خلاله الإسقاطات النفسية، الاجتماعية، الاقتصادية والقانونية التي تتكبدها النساء والاطفال، لتكون مقولات الحملة مشتقة من مقولات النساء اللواتي شاركن بالبحث وفيها يعبرن عن وضعيتهن في ظل تعدد الزوجات. مع العلم ان اللجنة تعمل منذ سنوات على رفع الوعي لمخاطر الظاهرة من خلال المحاضرات التوعوية ،التوجيه والاستشارة القانونية والنفسية.
وتحدثت السيدة وفاء شاهين مديرة جمعية الزهراء وعضو لجنة الأحوال الشخصية عن كون النساء والاطفال ضحايا هذه الممارسة، وعن الألم النفسي لهذه الظاهرة على النساء، وتحدثت عن أمثلة عديدة تواجهها من خلال عملها في الحقل مع النساء اللواتي يواجهن صعوبات جمة في عيشهن مع زوج متزوج من أخرى. وأضافت شاهين، أن الأطفال يتأذون بشكل مباشر من الظاهرة وهذا ما ظهر أيضًا من خلال البحث، بحيث يشعر الأطفال بالنقص الأبوي بحياتهم، وافتقادهم للعاطفة الأبوية والعيش بعائلة سليمة.
كذلك الزوجة الثانية هي ضحية بهذه الممارسة، بحيث تبقى رهينة "العقد البراني" فاقدةً حقوقها القانونية والشرعية مع خلل بحياتها الزوجية. كم وأضافت ان لهذه الممارسة تبعات اقتصادية على العائلة والتسبب بحرمان الأطفال من أمور كثيرة، مع اشارتها الى ان الزواج المتعدد يفتقد لعنصر العدالة والمودة والامان ويخلق عدم ثقة بين الزوجين ويؤثر على أطفالهم ايضا.



 
 
 
 
 
 
 
إتصل بنا
هاتف : +972(4)6462138
قاكس : +972(4)6553781
[email protected]