مشاريع

 

إن ظاهرة الزواج المبكر, أو ما نحاول ترسيخ مفهومه كتزويج اطفال, كان ولا زال ظاهرة  تلاقي قبولاً لدى شرائح عريضة من مجتمعنا الفلسطيني في إسرائيل. وذلك رغم الإنجازات التي حققتها المراة الفلسطينية على مستويات عدة, فنلحظ وجود إرتفاع مستمر لنسب الفتيات الملتحقات بالجامعات لنيل الشهادات العليا, كما وطرأ تغيير في شرعية خروج المرأة الى ميدان العمل, وتمثيلها في الحيز العام قياساً بالعقود السابقة.

ان إستمرارية هذه الظاهرة وقبولها مجتمعياً يرجع بالدرجة الأولى الى مفهوم السترة المربوط عادة بزواج الفتاة, فالتعامل مع الفتاة يكون بموجب القيم الأبوية التي ترى بدور "الزوجة والأم" الدور الأساسي  للمراة. 

من هنا بادرنا في لجنة العمل للمساواة في قضايا الأحوال الشخصية في عام 2007 الى إطلاق حملة إعلامية توعوية تحت شعار "الزواج تحت سن 18 –مأساة". تستند هذه الحملة إلى معطيات وأبحاث  جمعتها   اللجنة, والتي تشخص واقع سن الزواج في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل،  إذ تشير المعطيات الرسمية إلى وجود نسب عالية لحالات الزواج المبكر سنوياً. فتبلغ نسبة الفتيات المتزوِّجات دون سن ال 19 ما يقارب ال  37% من مجمل المتزوِّجات في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل. بموجب المعلومات المتوفرة من دائرة الإحصائيات المركزية, خلال العام 2009 ,  25% من الفتيات بمجتمعنا يتزوجن دون سن ال 18.  وبما أن غالبية هذه الزيجات لا تسجل في الدوائر الرسمية فتقدير اللجنة أن ظاهرة الزواج المبكر منتشرة بشكل يفوق المعطيات الرسمية".

فيما يتعلق بتأثير هذه الظاهرة على الفتاه والمجتمع تشير إحصائيات دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل إلى أن 10% من المطلقات العربيات هن دون ال-19 عاما،  كما وأن الحمل في سن مبكر يضاعف نسبة الولادة بعملية قيصرية وخطر التعرض لتسمم الحمل.علاوة على ذلك, هنالك العديد من الدراسات التي ربطت بين صغر سن الزوجة وبين إحتمال تعرضها للعنف من قبل الزوج وذلك لإستضعافها.

هذه الحملة هي الية جديدة تتبناها اللجنة للتأثير على الرأي العام بصدد هذه الظاهرة المقلقة من  خلال تسليط الضّوء على مسبّبات الظّاهرة, أبعادها وانعكاساتها على المرأة والمجتمع وتوليد القناعة لدى الجمهور العام  بضرورة  العمل للحد من أبعادها. إستخدمت الحملة تصميماً يحمل صورةً لفتاة في جيل المراهقة ترتدي الزي المدرسي وتضع بشكل عفوي طرحة عروس على رأسها. يبين هذا التصميم المفارقة بين الوضعية الطبيعية التي تنتمي لها الفتاة وبين القالب الذي يحاول المجتمع, وتقتنع هي به أحياناً, وضعها بداخله. كما وإن التعابير المرسومة على محياها تعتبر غامضة نوعاً ما, فهي تمزج حب الإستطلاع بالذعر وتمزج اللعب بالجد. إنها تعبر عن المكان غير الآمن الذي لا تعرف ما تتوقع من خلاله.

 

بين استطلاع الرأي الذي نفذه معهد الاستطلاعات "موتاجيم" بأن الحملة حققت نجاحا غير مسبوق، فقد تبين ان 40% من الجمهور انكشف للحملة  في حين أن 77% من المنكشفين تذكروا واحدة من رسائلها على الأقل.  

أما عن وسائل الإعلام التي انكشف الجمهور من خلالها إلى الحملة فكانت على النحو التالي:  54%  من خلال الصحف، 21% من خلال الراديو، 13% من خلال التلفزيون و9% من خلال الانترنت.  كما وبين الاستطلاع ان الحملة أحدثت جدلا واسعا بين الجمهور  وغالبيته  تعاطف  مع رسائلها  إذ أن  % 70 من المنكشفين تحدثوا عن موضوع الزواج المبكر خلال فترة الحملة و غالبتهم  تعاطفوا مع رسائلها. 

تبين نتائج استطلاع فحص الحملة وردود الفعل التي وصلت إلينا من خلال عملنا  الميداني أن الحملة حققت هدفها المركزي لحد كبير  وهو خلق حوار مع الجمهور حول ظاهرة الزواج المبكر بأبعادها المختلفة مع التشديد على الجانبين الإجتماعي والصحي. 

  

 

 

 
 
 
 
 
 
 
إتصل بنا
هاتف : +972(4)6462138
قاكس : +972(4)6553781
[email protected]