مستجدات

 

بادرت لجنة العمل للمساواة في قضايا الاحوال الشخصية بالتعاون مع منتدى رؤساء مكاتب الخدمات الاجتماعية العرب الى اقامة اليوم الدراسي : تعدد الزوجات – الخطاب والممارسة في المجتمع الفلسطيني, وذلك يوم امس الثلاثاء, السادس من تموز, بفندق العين- الناصرة.

هذا ويأتي هذا اليوم الدراسي على ضوء اصدار لجنة العمل للمساواة في قضايا الاحوال الشخصية لبحث نوعي يرصد ظاهرة تعدد الزوجات, ومن خلاله تم التعمق في تجارب النساء والرجال الموجودين بهذه المنظومة بالاضافة الى فحص مواقف المجتمع اتجاه الظاهرة.

هذا وقد عجت قاعة المؤتمر بالجمهور الواسع والمتنوع , بحيث توافد الحاضرون  من جميع انحاء البلاد للمشاركة بهذا الحدث.

افتتحت اليوم الدراسي العاملة الاجتماعية هبه يزبك, مركزة لجنة العمل للمساواة في قضايا الاحوال الشخصية والتي أشارت الى اهمية اثارة ظاهرة تعدد الزوجات بمجتمعنا واهمية الشراكة والتكاتف بين الاطر المختلفة للحد من الظاهرة , وتطرقت الى اهمية البحث الذي تم اعداده للتعمق بالظاهرة ولتطوير برامج عمل بموجبه واعتبار الحد من الظاهرة مسؤولية المجتمع بأسره. هذا وقد تطرق السيد اميل سمعان رئيس منتدى مكاتب الخدمات الاجتماعية الى اهمية عقد مثل هذا اليوم, والى اهمية وعي جمهور الاخصائين لهذه الظاهرة وكيفية التعامل معها ومع خصوصيتها . اما الندوة الاولى , كانت بعنوان :" ظاهرة تعدد الزوجات في المجتمع الفلسطيني ", ادارتها السيدة عرين هواري عضوة لجنة العمل للمساواة في قضايا الاحوال الشخصية, ومن خلالها قامت الباحثة رهام ابو العسل  بعرض اهم وابرز نتائج البحث الذي قامت باعداده تحت عنوان: تعدد الزوجات-الخطاب والممارسة بالمجتمع الفلسطيني" , بحيث اشارت الى ان البحث  هو بحث نوعي واتبع الية المقابلات المعمقة والمجموعات البؤرية وشمل 19 مقابلة معمقة مع نساء ورجال موجودين بمنظومة الزواج المتعدد وعلى 5 مجموعات بؤرية من جميع انحاء البلاد, بحيث تمحورت اسئلة البحث الرئيسية حول: كيف يمارس المجتمع الفلسطيني في دولة إسرائيل، تعدد الزوجات؟ وكيف يتعامل مع الظاهرة؟ما هي الأسباب التي تشرع هذه الظاهرة ؟ وما هي المؤثرات التي تساهم في بلورة هذه المواقف؟ما هي العوامل التي تكرس استمرارها ؟ ما هو دور الموروث الإجتماعي؟ المبنى البطرياركي للمجتمع الفلسطيني وعلاقات القوى بين النساء والرجال، المؤسسة الدينية وموقفها؟ما هو موقف المؤسسة الحاكمة ومنظومة القوانين ومدى تطبيقها في تعاظم الظاهرة؟  بحيث برز من نتائج البحث ان الاسباب التي عزتها الزوجة الاولى لزواج زوجها هي: التهرب من مسؤوليات الحياة الزوجية,عدم إنجاب الذكور وتشجيع الرجال للرجال على الزواج من امرأة أخرى. بحيث يكون رد فعل الزوجات على زواج ازواجهن من خلال محور يبدأ بالرفض والتمرد وينتهي إلى الرضوخ والقبول بالإمر الواقع. بينما عزت الزوجات الثانيات زواجهن من رجل متزوج الى : الخلاص من السلطة الأبوية والحاجة إلى حب, الحاجة الى وجود زوج والهروب من لقب"العانس" وعدم تقبل المجتمع لعزوبيتها. هذا وبرز من خلال البحث  ان  الألم هو العامل المشترك لجميع النساء المشاركات  والإهمال العاطفي والمادي. هذا واشارت النساء الى العوائق المجتمعية التي تقف امامهن في كسر منظومة تعدد الزوجات هي الخوف من الطلاق,عدم تلقي الدعم العائلي لفكرة الطلاق, عدم تطبيق القانون, انعدام الاستقلالية المادية. اما الرجال, فقد اشارو من خلال البحث الى ان الاسباب التي دفعتهم للزواج من امراة اخرى كانت كالتالي: خلافات زوجية حادة - تسوية بين الواجب الأبويّ وتحقيق حياة زوجية هانئة, تشجيع مجتمعيّ للتعدّد والبحث عن "السعادة المتخيّلة”, كبر الزوجة, الزواج بزوجة الأخ بعد وفاته للحفاظ على الأولاد وبقائهم في عائلة الأب, الرغبة في إنجاب المزيد من الأولاد و العفة والستر على المرأة وهناك من ادعى ان تعدد الزوجات هو رد فعل وطني مقاوم. وأكّد الرجال أنّ قرارهم في الزواج كان قرارًا محسومًا وأنّ معارضة الزوجة أو أيّ شخص آخر لا تأثير له إطلاقًا على هذا القرار. بحيث يتخذ الرجال استراتيجية فرض الأمر الواقع. ومعظمهم يعتقدون أن المجتمع يتقبل زيجاتهم. هذا ويلخص الرجال مفهوم العدل بالجانب المادّيّ، حيث يدعون إنهم يقومون بالصرف على احتياجات البيتين بشكل متساوٍ تمامًا. بينما يعتقد معظم الرجال أن إمكانية العدل في الجانب الجنسي مستحيلة.هذا وقد برز من خلال البحث تفاوت كبير بين ما تصفه النساء من مهانة وألم وإهمال داخل منظومة زوجية متعددة الزوجات وبين ما يصفه الرجال من إيجابيات وفي بعض الأحيان إمتيازات لتعدد الزوجات. اما نتائج المجموعات البؤرية فقد اظهرت وجود آراء تعارض تعدد الزوجات، وتعتبره امتهانًا للمرأة ولكيانها. بينما ظهرت أصوات أخرى تشرع هذه الممارسة في حالات وظروف معيّنة.وتظهر الآراء والمواقف الإزدواجية والتضارب، فقد كان التناقض والبلبلة هما المميّز الأساسي لهذه الحوارات.جميع الطروحات تتمحور في النهاية حول النقاش المتعلق بقضايا المرأة والمساواة بين الجنسين، والعلاقات الشائكة بين الرجل والمرأة، والمكانة الدونية التي تعيشها النساء في المجتمع، والتمييز الذي يتعرّضن له. اما الاسباب العامة للتعدد فقد لخصت من خلال تشجيع رجال الدين وأئمة المساجد, الضغط الإجتماعي الذي يواجهه الرجال من قبل رجال آخرين,الزواج المبكر وتداعياته ومنع الفتاة من الزواج من خارج العشيرة في النقب.اما القانون الاسرائيلي وكونه يمنع التعدد,لم يحتل حيّزا في النقاش حول تعدد الزوجات ويمكن اعتباره في عداد الغائبين.

كما وتخللت هذه الندوة مداخلات من المحامية راوية ابو ربيعة عضوة لجنة العمل للمساواة في قضايا الحوال الشخصية التي عقبت على البحث وتحدثت عن غياب تطبيق القانون وعن اقصاء القانون والمجتمع للنساء وجعلهن لا مرئيات , وعن السياق السياسي القامع للفلسطينين وعن اهمية استخدام القانون كرادع, اما المحامية بانه شغري بدارنة عضوة لجنة العمل للمساواة في قضايا الاحوال الشخصية فقد اشارت بمداخلتها الى الثغرات القانونية واشادت باهمية البحث كمرجع هام لدراسة الظاهرة وتطرقت الى اهمية الوعي لمخاطر الظاهرة هذا بالاضافة لطرح سبل لمواجهتها وتحديها. اما الندوة الثانية التي ادارتها العاملة الاجتماعية والاعلامية مقبولة نصار عضوة لجنة الاحوال الشخصية  تحت عنوان:"النساء في منظومة تعدد الزوجات-واقع وتحديات" فقد تخللت  مداخليتن , الاولى للسيدة عايدة توما سليمان مديرة جمعية نساء ضد العنف وعضوة لجنة الاحوال الشخصية  والتي تحدثت عن اهمية تجذير الخطاب الحقوقي والعمل من خلاله لمناهضة الظاهرة والحد من الظواهر التي تمس بمكانة المرأة بشكل عام , كما وتطرقت الى البحث وكونه يعرض الواقع المرير الذي تعيشه النساء والاجحاف الذي يتعرضن له ,واشارت الى اهمية  مضامينه ونتائجة وكيفية توظيفة واستخدامه من خلال العمل بالحقل لمناهضة الظاهرة والحد منها. اما المداخلة الثانية قدمتها السيدة شفا الصانع-مديرة مكتب الخدمات الاجتماعية باللقية والتي تحدثت عن انتشار الظاهرة بالنقب واشارت الى الاسقاطات الاجتماعية والنفسية للظاهرة على النساء والعائلات والمجتمع ككل وعن اهمية اتخاذ موقف رافض للظاهرة بالنقب والعمل على مكافحتها, وعن دور مكاتب الشؤون والعمال الجتماعيين باتخاذ موقف رافض للظاهرة وتطوير العمل للحد منها.

هذا وتجدر الاشارة الى ان لجنة العمل للمساواة في قضايا الاحوال الشخصية هي ائتلاف لجمعيات:السوار,نساء ضد العنف,جمعية حقوق المواطن,معاً النقب, الزهراء,مركزة الطفولة وكيان. بحيث تعمل اللجنة على تحسين وضعيات العربيات  النساء بكل ما يخص قضايا الاحوال الشخصية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 
 
 
 
 
 
إتصل بنا
هاتف : +972(4)6462138
قاكس : +972(4)6553781
[email protected]